أثارت حادثة وفاة أسرة ديرمواس “أطفال المنيا” التي توفيت مع والدهم بسبب تسمم، حالة من الحزن العميق على منصات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، ومع تطورات جديدة في القضية، كشفت أجهزة وزارة الداخلية عن تفاصيل صادمة تتعلق بالحادث الذي أودى بحياة 6 أفراد من أسرة واحدة نتيجة مادة سامة.

شوف كمان: توقعات حالة الطقس ودرجات الحرارة ليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025
تورط زوجة الأب
أظهرت التحقيقات تورط زوجة الأب الثانية في الحادث، حيث قامت بوضع مادة سامة في خبز الطعام الذي تعده لأطفال زوجها، وجاءت هذه الخطوة نتيجة رغبتها في التخلص منهم ومن والدتهم بعد أن أعاد زوجها زوجته الأولى إلى عصمته مؤخرًا، مما جعلها تعتقد أنه سيفصل عنها.
وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الصحة بيانًا أكدت فيه عدم وجود أمراض معدية أو أوبئة في القرية بعد أخذ عينات من المنازل والمياه وفحصها، مشيرة إلى أن الحالة الصحية العامة في القرية مستقرة.
مرض غامض وشبهة جنائية.
تعود أحداث الواقعة إلى تلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا إخطارًا بوصول ثلاثة أطفال متوفين ودخول شقيقهم الرابع إلى العناية المركزة بمستشفى دير مواس المركزي يوم السبت 12 يوليو، دون معرفة أسباب الوفاة، وتبين وفاة الأشقاء: محمد ناصر محمد (11 سنة)، عمر (7 سنوات)، ريم (10 سنوات)، وإصابة شقيقهم أحمد بحالة إعياء شديدة، حيث توفي بعدهم بساعات، كما نُقلت الطفلتان فرحة (14 سنة) ورحمة (12 سنة) إلى مستشفى صدر المنيا، وتم وضعهما تحت الملاحظة بعد ظهور أعراض مرضية عليهما، وتوفيتا لاحقًا.
ممكن يعجبك: عائلات الأسرى الإسرائيليين تحذر من أن تصعيد الحرب سيؤدي إلى الفشل في زمن لم نشهد فيه انتصارات حقيقية
وبسبب غموض وقائع الوفاة، أرجع بعض أهالي قرية دلجا أسباب الوفاة إلى إصابة الأطفال بمرض غامض، بينما زعم آخرون وجود سحر أو مس، في حين ذهب فريق ثالث إلى وجود شبهة جنائية في الواقعة.
تقرير الطب الشرعي.
قررت النيابة العامة ندب مصلحة الطب الشرعي لتشريح جثامين المتوفين وسحب العينات اللازمة، تمهيدًا لتحليلها في المعامل المركزية والفنية المختصة، لبيان مدى احتوائها على أية مواد سامة، وكشفت تقارير مصلحة الطب الشرعي عن احتواء العينات المأخوذة من الأطفال على مادة من المبيدات الحشرية، وعلى ضوء ذلك أمرت النيابة العامة إدارة البحث الجنائي بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة.
بدأت النيابة العامة بمركز ديرمواس تحت إشراف المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا الكلية، تحقيقاتها المكثفة، حيث أمرت باستخراج جثامين الأطفال الذين تم دفنهم قبل إخطار النيابة العامة بوقائع الوفيات المتكررة بين أفراد أسرة واحدة، وذلك لإجراء التشريح، حيث ظن الأهالي بداية أن الوفاة مرضية وتم دفن الأطفال الثلاثة الأوائل بإجراءات الدفن بطريقة طبيعية.
الجد يروي التفاصيل.
الحاج محمد، جد الأطفال، قال إنه شهد تفاصيل الأيام والساعات الأخيرة التي سبقت وفاة نجله وأحفاده الستة، موضحًا أن أعراض التعب بدأت تظهر على أحد أحفاده، فاصطحبه والده للكشف عليه في عيادة خارجية، وأكد أن الطبيب طمأنهم، لكن في اليوم التالي ظهرت نفس الأعراض على ثلاثة من أشقائه، فقمنا بنقلهم فورًا إلى مستشفى ديرمواس، وتابع أنه بعد وفاة حفيده محمد، توفيت ريم ثم عمر، ثم أحمد، حيث كانوا يذهبون كل يومين لفتح القبر ودفن أحدهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأضاف أنه بعد نقل الطفلتين رحمة وفرحة إلى مستشفى أسيوط، كانت حالتهما جيدة في البداية، لكن فجأة حصل تدهور، فتوفيت رحمة، وبدأ التعب يظهر على ناصر نفسه، وتم تحويله هو وفرحة إلى مستشفى أسيوط، وتوفاهم الله جميعًا، ربنا يرحمهم ويصبرهم، مشيرًا إلى أن نجله ناصر كان يعمل في تجارة الخضروات وكان محبوبًا من الجميع.
الأسرة تطالب بالقصاص.
من جانبها، طالبت أسرة “أطفال المنيا” بالقصاص العاجل من المتهمة، وذلك في أول تعليق للأسرة بعد إعلان وزارة الداخلية رسميًا أن زوجة الأب الثانية هي المسؤولة عن الجريمة التي هزت قرية دلجا، وأوضح علي محمد عم الأطفال، في تصريحات لموقع “نبأ العرب”، أن إعلان وزارة الداخلية عن المتهمة الرئيسية “أثلج صدورهم” بعد 43 يومًا من الألم والغموض، مشددًا على ضرورة القصاص منها في أسرع وقت ممكن، وأشار العم إلى أن الأجهزة الأمنية فرضت حراسة مشددة على المتهمة خلال الفترة الأخيرة، نظرًا لكونها في أواخر شهور حملها وقت وقوع الجريمة، وفور ولادتها الأسبوع الماضي، استؤنفت التحقيقات معها حتى تم الإعلان عن تورطها.