الشرقية – ياسمين عزت:

ممكن يعجبك: تأهيل 300 صيدلي جديد للعمل في المستشفيات بالشرقية من خلال برنامج تدريبي متميز
خرج الهادي حسن من منزله في قرية الزوارقة التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، في صباح يومه الأخير، ودّع أبناءه بابتسامة لزوجته، وكان يحمل في قلبه أمل العودة آخر النهار محملاً ببضع جنيهات تكفي حاجة أسرته، وأملًا أكبر في الحفاظ على صحته التي لم يكن يملك سواها.
لم يكن يدرك أن خروجه هذا سيكون النهاية، وأنه سيعود إلى أهله محمولًا على الأكتاف في كفن أبيض، بعدما سقط داخل خزان وقود أثناء عمله بمحطة بنزين في فاقوس، ليفارق الحياة شهيدًا في سبيل لقمة العيش.
كان الهادي في مطلع الأربعينيات من عمره، رجلًا بسيطًا ومكافحًا، عرفه أهل قريته بالطيبة وحسن السيرة، عمل بجد لسنوات طويلة في تموين السيارات، يقطع المسافة يوميًا من قريته “الزوارقة” إلى فاقوس بحثًا عن رزق حلال، لم يكن يملك من الدنيا سوى أسرته الصغيرة: زوجة صابرة، طفل لم يشتد عوده بعد، وابنة شابة على أعتاب الزواج
اقرأ كمان: الرئيس الفرنسي يعلن تحديد مكان لقاء بوتين وزيلينسكي خلال ساعات قادمة
رحل الهادي وترك وراءه وجعًا ثقيلًا وسؤالًا مؤلمًا ردده الأهالي: من يعول أسرته بعد أن فقدت سندها وعائلها الوحيد؟
ودّع أهالي القرية الهادي في جنازة مهيبة، بكاه فيها الجميع، وطالبوا وزارة التضامن الاجتماعي بأن تمد يد العون لأسرته المنكوبة، من خلال صرف معاش أو كفالة شهرية تعينهم على الحياة، وتوفير فرصة عمل لابنته حتى تتمكن من مساعدة والدتها وشقيقها الأصغر، وإكمال تجهيز نفسها للزواج.