رغبة عمرها 18 سنة.. هل اقتربت روسيا من بناء قاعدة بحرية في السودان ؟

رغبة عمرها 18 سنة.. هل اقتربت روسيا من بناء قاعدة بحرية في السودان ؟

شهدت الساعات الماضية حالة من الجدل حول حقيقة موقف السودان من منح روسيا حق إنشاء قاعدة عسكرية على ساحل البحر الأحمر في بورتسودان. وأفادت تقارير غربية بتراجع السودان عن إتمام الاتفاق مع روسيا بشأن القاعدة العسكرية خوفًا من تعرض الخرطوم لعقوبات أمريكية.

فكرة عمرها 18 سنة

تعود فكرة إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان إلى عام 2007، عندما أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اهتماماً بتعزيز الوجود الروسي في المنطقة. وقد تجدد الحديث عن هذا المشروع في الأعوام التالية، حيث توصل الطرفان إلى توقيع اتفاقية مبدئية في نوفمبر 2020 تنص على إنشاء “مركز إمداد وتموين” للبحرية الروسية في ميناء بورتسودان.

رفض رغم الإغراءات

وفي تقرير لها، كشفت مجلة “نيوزويك” الأميركية أن دولتين من أكبر حلفاء الرئيس فلاديمير بوتين في أفريقيا، في إشارة إلى السودان وليبيا، ترفضان استضافة قوات روسية على أراضيهما، مما يهدد مواطئ أقدام موسكو في القارة السمراء بعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا.

وقالت الصحيفة “موسكو تايمز” إن مسؤولاً في جهاز المخابرات السودانية أكد في 18 ديسمبر الجاري أن السودان رفض رسمياً طلباً من روسيا لبناء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر.

محاولات إقناع ومخاوف من رد الفعل الغربي

ويقال إن روسيا عرضت على السلطات السودانية منظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس-400 لإقناعها بالموافقة على إنشاء القاعدة البحرية، إلا أن المخاوف من رد فعل غربي “عنيف” دفع الخرطوم إلى رفض طلب موسكو.

وبحسب تقارير، فإن روسيا ظلت منذ عام 2019 تسعى إلى إنشاء قاعدة بحرية في السودان، لكن اندلاع الحرب هناك أرجأ تلك المحاولات إلى أجل غير مسمى.

تراجع رسمي أم التزام بالاتفاق؟

كما ذكرت وكالة “بلومبرج” في تقرير لها نقلاً عن ضباط مخابرات سودانيين ومسؤولين غربيين، أن الخرطوم تراجعت عن اتفاق مع موسكو بشأن بناء قاعدة بحرية، خوفًا من العقوبات الغربية.

تأكيد على الالتزام بالاتفاق

في المقابل، نقلت وسائل إعلام روسية عن دبلوماسيين سودانيين تأكيدهم عدم التراجع عن الاتفاق مع روسيا حول صفقة بناء قواعد عسكرية على ساحل البحر الأحمر، مؤكدة أن الحكومة لا تزال على تعهداتها والتزامها بالاتفاق.

ونفى محمد سراج، سفير السودان لدى روسيا، تخلي الخرطوم عن اتفاق مع موسكو لبناء قاعدة بحرية روسية في ساحل السودان على البحر الأحمر، مؤكدًا أن الخرطوم تبحث هذا الاتفاق مع روسيا. وبحسب وكالة “توفوستي” الروسية، وصف السفير التقارير التي تتحدث عن تراجع السودان عن اتفاقه مع روسيا بأنها “كاذبة ومضللة”.

علاقات على أعلى مستوى

وأكد سراج أن العلاقات بين السودان وروسيا الآن في أعلى مستوى، والجانبان حريصان على تعزيزها وتطويرها في كافة الجوانب، لافتا إلى أنه يتم النظر في الاتفاق على بناء قاعدة بحرية روسية في السودان.

تفاصيل الاتفاق بين السودان وروسيا

وفي نوفمبر 2020، أفادت صحيفة “روسييسكايا غازيتا” بالاتفاق على إنشاء محطة بحرية روسية في السودان. وأضافت الصحيفة أن مشروع إنشاء القاعدة البحرية قدمته وزارة الدفاع الروسية وتم الاتفاق عليه مع وزارة الخارجية الروسية والنيابة العامة في روسيا ولجنة التحقيق الروسية.

ووفقا للوثيقة، فإن العدد الأقصى لأفراد القاعدة البحرية لن يتجاوز 300 شخص. ولن يتمكن أكثر من 4 سفن روسية من التواجد هناك في نفس الوقت.